في يوم الوفاء... نستذكر تضحيات أبطالنا
بقلم: المصاب العسكري العميد القاضي المتقاعد شرف الدين سمارة الزعبي
في يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، نقف إجلالاً واحتراماً لمن قدموا أرواحهم وأعمارهم فداءً للوطن، رجال صدقوا العهد وحملوا راية الشرف بقلوب مخلصة وأيادٍ لا تعرف التراجع... إنهم أبطال صنعوا المجد، وأرسوا بدمائهم وأفعالهم دروس التضحية والإخلاص.
ولا يمكننا في هذا اليوم إلا أن نستذكر بكل فخرٍ واعتزاز الدعم الكبير الذي يوليه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لهؤلاء الأبطال، فقد كان جلالته - ولا يزال - الداعم الأول للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، مقدراً تضحياتهم ودورهم في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره، فحرص جلالته على توفير سبل العيش الكريم لهم ولعائلاتهم، ومواصلة رعايتهم بما يليق بمكانتهم كرموز للعزة والكرامة.
وفي هذا السياق، لا يمكننا أن نغفل عن ذكر المصابين العسكريين، هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأجسادهم وأرواحهم في سبيل الوطن، ولم تكن إصاباتهم نهاية لمسيرة العطاء، بل كانت بدايةً لقصصٍ ملهمةٍ من الصبر والصمود فقدموا أعظم معاني التضحية، وواجهوا التحديات بعزيمةٍ لا تلين، ليكونوا قدوةً في الإرادة والقوة.
لقد أدرك جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية تمكين المصابين العسكريين، فكان لهم نصيبٌ من اهتمامه ورعايته، سواءً بتوفير الرعاية الصحية اللازمة أو بتمكينهم من الاستمرار في العطاء داخل المجتمع، فهؤلاء الأبطال، رغم جراحهم، لا يزالون يُشكّلون مصدر فخرٍ واعتزازٍ للوطن، ودليلاً على أن التضحية من أجل الوطن لا تعرف حدوداً.
كما نثمن مواقف جلالة الملك الثابتة والشجاعة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ورفضه القاطع لأي محاولات تستهدف تهجير الأشقاء الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم التاريخية. فكان جلالته الصوت المدافع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وحامي الهوية العربية لفلسطين، مستمراً في التأكيد على أن القضية الفلسطينية ستبقى جوهر الصراع، وأن السلام العادل لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني.
في هذا اليوم، نؤكد التفافنا حول قيادتنا الهاشمية الحكيمة، عاملين ومتقاعدين ومصابين، مجددين العهد بالولاء والانتماء، ومستعدين لمواصلة مسيرة العطاء والبناء تحت راية جلالة الملك عبدالله الثاني.
سنبقى أوفياء لمن صنعوا مجد الوطن، مستلهمين من بطولاتهم العزم والإصرار، ومتمسكين بمواقف قائدنا المدافعة عن الحق والعدل.
حمى الله الأردن وفلسطين، وأدام عليهما الأمن والاستقرار.
